التعويض عن الخطأ الطبي

التعويض عن الخطأ الطبي

جدول المحتويات

التعويض عن الخطأ الطبي ليس مجرد إجراء قانوني، بل هو نافذة أمل للمتضررين الذين واجهوا معاناة جسدية أو نفسية نتيجة إهمال أو تقصير من ممارس صحي في السعودية. كثير من المتضررين يشعرون بالعجز أمام التعقيدات النظامية وصعوبة الوصول إلى حقهم، لكن دعوى التعويض تتيح لهم المطالبة باستعادة جزء مما فقدوا، سواء من الناحية المادية أو المعنوية. هذا الدليل من تنبه للمحاماه والإستشارات القانونية وُضع خصيصًا لمساندتكم في فهم الأُطر النظامية والعملية التي تنظّم مثل هذه الدعاوى، مع تبسيط المراحل وإيضاح النقاط الجوهرية التي غالبًا ما تغيب عن المتضررين.

ما معنى الخطأ الطبي؟

النظام السعودي يعرّف الخطأ الطبي بأنه كل فعل، أو تقصير، أو إهمال يرتكبه الممارس الصحي ويترتب عليه ضرر للمريض. كما يؤكد النظام أن هذه المسؤولية إلزامية ولا يمكن إسقاطها أو الاتفاق مسبقاً على إعفاء الممارس أو المنشأة الصحية منها، إذ تهدف التشريعات إلى حماية حقوق المرضى وضمان سلامة الرعاية الطبية المقدمة لهم، مع إتاحة حق التعويض عن الخطأ الطبي للمتضررين وفقًا للأنظمة المعمول بها.

ما هي أنواع الأخطاء الطبية؟

الأخطاء الطبية قد تتخذ صوراً متعددة، ومن أبرزها:

  • الخطأ في التشخيص عندما يتم تحديد المرض بصورة غير دقيقة أو يتم إغفال أعراض واضحة تؤثر على قرار العلاج.
  • الأخطاء في العلاج وتشمل وصف علاج غير مناسب أو إجراء عملية لا تتوافق مع حالة المريض.
  • نقص المتابعة من قبل الكادر الطبي بعد التدخل العلاجي، مما يؤدي إلى تفاقم المضاعفات.
  • الجهل في الأمور الفنية أو التقنية مثل تجاهل البروتوكولات الطبية المعتمدة أو استخدام أجهزة دون خبرة كافية.
  • إجراء عمليات غير مسبوقة أو دون الحصول على التصريح اللازم من الجهات المختصة.
  • ممارسة تجارب طبية لم تُعتمد بشكل رسمي مما يشكل خطراً على سلامة المريض.
  • إعطاء أدوية أو إجراءات اختبارية دون إشراف متخصص يتابع تأثيرها على المريض.

ما الجهات الصحية المسؤولة؟

الجهة المخولة بالنظر في دعاوى التعويض عن الخطأ الطبي في المملكة هي الهيئة الصحية الشرعية التابعة لوزارة الصحة. هذه الهيئة تتولى دراسة الوقائع وتحديد مدى وقوع الخطأ الطبي والفصل في المسؤوليات وفقاً للنظام. فعلى سبيل المثال، إذا تقدم أحد المرضى بدعوى ضد مستشفى بسبب خطأ في إجراء عملية جراحية، فإن الهيئة هي الجهة التي تستمع للقضية وتصدر الحكم بما يتناسب مع الأضرار الناتجة.

يمكنك أيضا قراءة مقال: كيفية التعامل مع قضايا الاخطاء الطبية وفقا للقانون السعودي؟

كيف تُرفع دعوى التعويض عن الخطأ الطبي؟

ما خطوات إثبات الخطأ؟

إثبات الخطأ الطبي شرط أساسي للمطالبة بالتعويض، ويتم عبر ثلاثة عناصر مترابطة:

  1. إثبات وقوع الخطأ الطبي: ذلك يشمل الحصول على الملف الطبي الكامل والتقارير الصادرة عن المستشفى أو الكادر المسؤول، بما يوضح تفاصيل الإجراء المتخذ والخلل الذي حدث أثناءه.
  2. إثبات تحقق الضرر: يجب أن يثبت المتضرر أنه لحق به أذى جسدي أو نفسي أو حتى مادي نتيجة هذا الخطأ. وقد يكون ذلك بتقارير طبية محايدة أو شهادات مهنية.
  3. إثبات العلاقة السببية: وهي الربط المباشر بين ما قام به الطبيب أو الفريق الطبي وبين الضرر الحاصل، لإظهار أن النتيجة لم تكن لتحدث لولا ذلك التدخل الخاطئ.

ما المتطلبات النظامية للشكوى؟

لرفع دعوى التعويض عن الخطأ الطبي بطريقة صحيحة، يُستوفى عدد من المتطلبات النظامية، أبرزها:

  • تقديم الشكوى بالصيغة النظامية المعتمدة لدى الجهة الصحية المختصة.
  • إرفاق الملف الطبي الكامل موضحًا فيه الإجراءات التي خضع لها المريض.
  • إرفاق المستندات الرسمية والتقارير الطبية الصادرة من المستشفى أو المختصين بشأن الضرر.
  • إرفاق أي أدلة إضافية تثبت الضرر أو تظهر أبعاده بشكل واضح.
  • استكمال التحقيق الأولي لدى الجهة الصحية قبل أن تُحال القضية إلى الهيئة الصحية الشرعية للفصل فيها.

خدمات تنبه القانونية

كيف يتم تقييم الدعوى قانونياً؟

تُقيَّم دعوى التعويض عن الخطأ الطبي قانونياً بناءً على قوة الأدلة المقدمة ومدى توافر العناصر الثلاثة للإثبات. ويُعتبر وجود محامٍ متخصص في قضايا الأخطاء الطبية خطوة مهمة، إذ يساعد المتضررين في صياغة الدعوى بشكل متكامل، وضمان عرض مستنداتهم بطريقة مقنعة أمام الهيئة الصحية الشرعية، بما يعزز فرصهم في الحصول على التعويض المستحق.

يمكنك أيضا قراءة مقال: كيفية التعويض عن إصابة العمل وفقا لنظام العمل في الممكلة؟

ما هي إجراءات نظر دعوى التعويض؟

تبدأ إجراءات نظر دعوى التعويض عن الخطأ الطبي عبر الهيئة الصحية الشرعية، حيث تستقبل هذه الأخيرة ملف القضية بكامل مستنداته من تقارير طبية، شهادات، وأدلة متعلقة بالحادثة. يقوم أعضاء الهيئة ـ وهم من المختصين في القانون والطب والعلوم الشرعية ـ بدراسة ما إذا كان الضرر الذي تعرض له المريض ناتجًا فعلًا عن خطأ طبي، وتحديد نطاق المسؤولية.

على سبيل المثال، إذا ادعى مريض إصابته بعاهة بسبب إجراء جراحي، فإن الهيئة تراجع تقارير العملية، أقوال الكادر الطبي، والرأي الطبي المستقل، ثم تستدعي الطبيب أو الفريق المعني للرد على الاتهامات قبل البت في المسألة.

كيف تُجرى جلسات القضية؟

  • تُحدد الهيئة موعدًا لجلسة رسمية يحضر فيها الأطراف المعنون بالقضية.
  • يتم الاستماع إلى المدعي لعرض تفاصيل الدعوى وتوضيح الضرر الواقع عليه.
  • يُمنح المدعى عليه الحق في تقديم دفوعه والأدلة التي تبرئه أو تخفف مسؤوليته.
  • تناقش الهيئة مجمل الأدلة بما في ذلك التقارير الطبية والشهادات الفنية.
  • يجري الأعضاء مداولاتهم لاستخلاص الرأي النهائي بشأن وجود خطأ طبي والحكم بالتعويض إن استحق.

كيف ينفذ الحكم القضائي؟

إذا صدر الحكم في دعوى التعويض عن الخطأ الطبي، يمكن لأي طرف غير راضٍ بالقرار أن يتوجه بالاستئناف أمام المحكمة الإدارية المختصة (ديوان المظالم). أما إذا تم إقرار الحكم وأصبح نهائيًا، فيجري التنفيذ عبر القنوات الرسمية المعتمدة.

خطوات التنفيذ تشمل:

  1. إحالة الحكم إلى الجهة المختصة للتوثيق واعتماده.
  2. إخطار الطرف المحكوم عليه بالالتزام بدفع التعويض المقرر.
  3. متابعة إجراءات التحصيل من خلال الجهات التنفيذية حتى استيفاء حق المتضرر كاملًا.

ما الضوابط الشرعية والنظامية للتعويض؟

يقوم التعويض عن الخطأ الطبي على قواعد الشريعة الإسلامية التي تقرر مبدأ الضمان عن أي ضرر يلحق بالآخرين نتيجة التقصير أو الإهمال. ويتم تطبيق هذه القواعد من خلال نظام مزاولة المهن الصحية ولائحة الأخطاء الطبية في المملكة، بما يكفل حماية حقوق المرضى وتحقيق العدالة بين الأطراف.

كيف تُحتسب قيمة التعويض؟

تقدير قيمة التعويض يرتبط بعدة معايير رئيسية تأخذها الهيئة الطبية الشرعية في الاعتبار عند إصدار قرارها. فهو ليس مبلغًا ثابتًا، بل يتفاوت حسب حجم الضرر وتأثيره على حياة المتضرر وأهله:

  • يتم النظر إلى جسامة الضرر سواء كان إصابة بسيطة أو إعاقة جسدية أو وفاة.
  • يؤخذ في الحسبان مقدار الإصابة وما إذا كانت قد أحدثت أثراً دائماً أو مؤقتاً.
  • يتم تقدير قيمة كسب العمل المفقود نتيجة العجز أو الانقطاع عن العمل.
  • تراعى الآثار الدائمة التي قد تؤثر على حياة المتضرر الشخصية أو المهنية على المدى الطويل.

كل هذه العناصر تُرفق بتقارير طبية رسمية صادرة عن الهيئة المختصة لتحديد المبلغ المناسب بدقة.

ما الحد الأعلى للتعويض المالي؟

الأنظمة تحدد سقفًا أعلى لمبالغ التعويض عن الخطأ الطبي لضمان التوازن بين حقوق المريض والجهة المسؤولة. ففي حال الوفاة أو فقدان عضو بسبب الخطأ الطبي، يبلغ الحد الأعلى 300 ألف ريال سعودي، بينما في بعض الأضرار الأخرى قد يصل التعويض إلى 50 ألف ريال فقط بحسب طبيعة الضرر ونوعه.

ما العوائق الشائعة في دعاوى التعويض عن الخطأ الطبي؟

إثبات الخطأ الطبي يعد العائق الأول في قضايا التعويض، إذ يتطلب إثبات وقوع الخطأ وعلاقة السببية المباشرة بين تصرف الطبيب والضرر الذي لحق بالمريض. هذا الجانب يستلزم تقارير طبية معتمدة وتحليلات فنية ذات طابع متخصص، إضافة إلى شهادات خبراء غالباً ما يصعب الوصول إليهم من دون دعم قانوني وفني من محامٍ متمرس.

على سبيل المثال، إذا تعرض مريض لمضاعفات بعد عملية جراحية معقدة، فإن مجرد وقوع الضرر لا يكفي، بل يجب إثبات أن سبب المضاعفات هو خطأ في الإجراء الطبي نفسه وليس عاملًا صحياً آخر أو مخاطرة متوقعة ضمن العملية.

متى تسقط دعوى التعويض؟

دعوى التعويض عن الخطأ الطبي تخضع لنظام التقادم، أي أنها تسقط بعد مرور مدة زمنية محددة دون رفع الدعوى القضائية. كثير من المتضررين لا يكونون على دراية بهذه المهلة النظامية، وهو ما قد يحرمهم من المطالبة بحقوقهم لاحقاً حتى وإن كان لديهم أدلة قوية على الضرر.

هل تختلف المسؤولية بين الطبيب والمنشأة؟

المسؤولية في حوادث الخطأ الطبي قد تقع بكاملها على الطبيب، أو تُحمَّل على المنشأة الصحية، وأحياناً تكون مشتركة بينهما. هذا التحديد يتوقف على ما يرد في التقارير الفنية والأنظمة القضائية المعمول بها. فمثلاً، قد يُعتبر الطبيب مسؤولاً بشكل مباشر عن الإجراء الطبي الخاطئ، بينما تتحمل المنشأة المسؤولية إذا ثبت وجود قصور في تجهيزاتها أو في النظام الإداري الذي أدى إلى الضرر. هذا التباين يفرض تنوعاً في طرق الإثبات وطريقة سير الدعوى القانونية في كل حالة، ويؤثر بشكل مباشر في تقدير مبالغ التعويض عن الخطأ الطبي التي تقررها الجهات المختصة.

يمكنك أيضا قراءة مقال: دليل شامل لطرق الاعتراض على الأحكام – الاستئناف والنقض وغيره

كيف تساعدك مكتب محاماة تنبه في جدة؟

تتميز شركة تنبه بخبرة متخصصة في قضايا التعويض عن الخطأ الطبي، حيث تجمع بين المعرفة القانونية الدقيقة والفهم العميق للإجراءات الصحية. هذه المزاوجة تمنح عملاءها القدرة على المطالبة بحقوقهم ضمن إطار قانوني متين، مع التركيز على ضمان العدالة الكاملة وحماية المصالح بكل مراحل الدعوى.

كيف تدعمك في إجراءات الخطأ الطبي؟

  • يساعد الفريق القانوني في جمع الأدلة الطبية والمستندية اللازمة لبناء ملف متكامل.
  • يتولى إعداد الشكاوى والمذكرات القانونية بصياغة دقيقة تعكس الحقائق والوقائع.
  • يقدم الدعم الفني والنظامي خلال سير المرافعات أمام المحاكم واللجان المختصة.
  • يرافقكم أثناء التحقيقات أمام الهيئة الصحية الشرعية لعرض الحجج والدفاع عن الحقوق.

كل خطوة من هذه الخطوات تتم بحرفية عالية، بهدف تأمين موقف قانوني راسخ يرفع فرص الحصول على التعويض العادل.

ما خدماتها للأفراد والشركات؟

  • خدمات الأفراد: تشمل الدفاع القانوني في دعاوى الأخطاء الطبية، صياغة وإعداد صحيفة الدعوى، الترافع المباشر أمام المحاكم، إلى جانب الاستشارات القانونية المتخصصة في مختلف مراحل القضية.
  • خدمات الشركات: تمتد إلى إعداد اللوائح والسياسات الداخلية المتوافقة مع معايير الامتثال والحوكمة، وصياغة العقود القانونية، إضافة إلى تمثيل الشركات في النزاعات ورفع الدعاوى أمام الجهات القضائية واللجان المختصة.

بهذا التنوع في الخدمات القانونية، تضع تنبه خبرتها في خدمة الأفراد والمنشآت، مع الالتزام بتقديم حلول عملية تحمي الحقوق وتقلل من المخاطر القانونية.

الخلاصة

دعوى التعويض عن الخطأ الطبي في المملكة العربية السعودية تعد من الإجراءات القضائية شديدة الدقة والتعقيد، فهي تحتاج إلى مزيج من الخبرة القانونية والفنية لحماية حقوق المتضررين وضمان حصولهم على تعويض عادل يتناسب مع حجم الضرر الواقع عليهم. فالتعامل مع هذه القضايا يتطلب إلمامًا تفصيليًا بالأنظمة الطبية والقضائية معًا، مما يجعل خوضها دون دعم متخصص خطوة محفوفة بالمخاطر.

مقالات ذات صلة